السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فيا أخي قد ابتلينا في هذا الزمن ببلاء عظيم ألا وهو التدخين , أخي الكريم لقد حرم هذا الدين الحنيف كل خبيث , وكل ما يضر الإنسان , قال تعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ...) إن الدخان يهلك الإنسان فإنه يسمى الموت البطيء , ويبن ذلك أن الدخان حكمه حرام , وأعلم أخي أن المدخن حينما يحتضر لا يستطيع نطق الشهادتين .
قال تعالى
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) .
أخي إن التدخين له آثر عامة على الجهاز التنفسي أهمها :
1 – زيادة إفراز المخاط .
2 – توقف النشاط الشعيري في إخراج البلغم .
3 – زيادة تقلصات العضلات الصغيرة المحيطة بشعب الهواء .
أخي هل تعلم أن دخان السجائر أخطر من دخان المصانع والسيارات .
وبعد ذلك كله هل تعلم : أن جلساء المدخن تضررهم من الدخان أكثر من ضرر المدخن من دخانه , فهل ترضى أخي المدخن أن تكون من الطغاة الظالمين ؟ فأنت تكون بهذا ظالما لجليسك , لأنه قد يكون من النوع الذين لا يدخنون , فتكون قد آذيته بذلك وجعلته في خطر أعظم مما أنت فيه , فربما يدعو عليك بدلا أن يدعو لك فيستجاب دعائه لأنه مظلوم , والمظلوم مستجاب دعائه .
أخي إن التدخين يورث البلادة والبلاهة وضعف الذاكرة , وقد دلت الإحصائيات بأن درجة النجاح في الامتحانات عند غير المدخنين تفوق
بـ(21% )إلى (39% ) عن درجات المدخنين .
أخي إن المدخن يعترف بقبح فعله , ونتن دخانه , وانصباغه في بدنه , ودليل ذلك : تجد أن أكثر المدخنين لا يحضرون مجالس الذكر , وأنهم يحبون الإنفراد غالبا في المقاهي , والمطاعم , والمجتمعات الخاصة .
أخي إن المدخن ينفق أموالا طائلة من أجل شيء تافه , وقد دلت الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أنها تتكلف سنويا (45) مليون دولار ثمنا للدخان .
وأقول لكم مرة أخرى أن الدخان حكمه حرام , لأنه مضر بالصحة .
أخي القارئ إن من حل شيء قد حرُم فإن حكمه كافر , فمن يدخن فإنه قد أحله , لأنه لو اعتبره محرما لما أخذ به , فبذلك هو داخل في من أحله .
أخي إن حد شارب الدخان كحد شارب الخمر , لأن الدخان يتبع الخمر , و حد شارب الخمر أربعون جلدة , فإن لم ينتهي عن ذلك يجلد ثمانون جلدة .
وبعد ذلك كله هل تعلم أن الصلاة خلف المدخن باطلة , فمن صلى خلف المدخن فعليه إعادة الصلاة , لأن المدخن قد اتصف بصفة الفاسق , ولقد أجمع العلماء : أن العدالة في إمام الصلاة شرط من شروطها .
وقد يتساءل بعض الناس عن حكم التجارة بها ؟ فنقول له أن التجارة به حرام , لأنه قد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ( إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه ) فما دام أن شرب الدخان حرام فإن التجارة به حرام .
وبعد ذلك كله أقول لك أن عدد المتوفين بسبب التدخين عدد يفوق (5000000) خمسة مليون شخص سنويا فهل ترضى أن تكون أحدهم .
وهل تعلم أن الدول الكافرة قد منعت , التدخين في الأماكن العامة , بل وبعض الدول قد منعتها منعا باتا , مع أن أمريكا كانت تجني أرباحا طائلة من بيع الدخان , وقد كان ربحهم ما يفوق الثمانية بلايين , وهم الآن والدول الكافرة الأخرى قد فرضت غرامة مالية من خمسة إلى خمس مئة ريال , مع الحبس ست شهور, على من باعه أو وجد عنده , وقد ألزمت الحكومات على شركات التدخين على أن تكتب على كل علبة أضرار التدخين .
وبعد ذلك سوف أقدم لكم بعض وسائل الإقلاع عن التدخين :
أولا : أقول لا تحاول الإقلاع تدريجيا , فهي منفاة الراحة , ومجلبة العذاب , فإذا أردت الإقلاع فأقلع عنه مرة واحدة .
وللتخلص من عادة التدخين يحتاج المدمن إلى عزم , وتصميم , وقوة الإرادة , فإذا توفر له ذلك تخلص من شرها .
الطريقة الأولى : وهي لمن كانت لديه عزيمة , وقوة , وإرادة . إليكم الطريقة :
ينصح المدمن بالتسلح بنترات ( محلول الفضة ) بنسبة (1 %) على أن يضع زجاجة هذا الدواء في جيبه , فإذا مد يده لتناول لفافة التبغ بحكم العادة المستخدمة , فعليه أن يأخذ جرعة صغيرة من القنينة , يتمضمض بها , ثم يلفظها دون أن يبلعها , ثم فليحاول التدخين إن أحب , عندها يرى نفسه ستمج طعم الدخان , وتصدف عنه , ويكره رؤية اللفائف , ويرمي بها أرضا , فإذا ثابر على ذلك أسبوع أو أسبوعين فلن تهفو نفسه إلى الدخان , ويكون قد تخلص منه نهائيا , ومن أذاه .
الطريقة الثانية : وهي إذا كان المدمن ضعيف الإرادة , خائر العزم . فيكفي أن يقطر في قهوته أو شربه عشرون قطرة من (رودانات البوتاسيوم) ثلاث مرات في اليوم , فإذا به بين عشية وضحاها قد غدا كارها للتدخين , ويضيق صدره , كلما غشى مجلسا عبق بالتدخين , ورائحته , وقد أخرجت معامل (دولا كرانج) هذا بشكل مستحضر , مسمى روسيا .
ولا تنسى مع أن تستعين بالله , وتلح عليه بالدعاء , أن يعينك على ترك هذه العادة القبيحة , مع الإلتزام بهذه الطرق المذكورة التي تساعد على الإقلاع عن التدخين , فإذا اجتنبت هذه العادة , فاحذر كل الحذر أن تتأثر بالدعايات والإعلانات , وأن تحذر إخوانك المسلمين من هذا المستطير , وتنصحهم في الله , فإن الدين النصيحة .
هذا وأسأل الله أن يقينا وكل مسلم كل الشرور الدنيا , والله ولي ذلك والقادر عليه , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه سلم تسليما كثيرا كثيرا إلى يوم الدين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
جميع الحقوق محفوظة لـ أبو عبد العزيز ...... أرجو النشر مع عدم تغيير الاسم