التاثر والتاثير

بسم الله الرحمن الرحيم

في عام 945م في إحدى البلاد الأوربية قبل مئات السنين وجد طفل على احد أبواب الأديرة فاخذه الرهبان وربوه عندهم وعندما كبر الطفل وصار شاب متعلماً ذكيا أُعجب به أحد الكونتات الأسبان فقرر الكونت ان ياخذ هذا الفتى معه لأسبانيا وعندما وصل الفتى لأسبانيا انبهر من التقدم الذي أحرزه العرب المسلمين هناك في عهد الخليفة الأموي الأندلسي المستنصر بالله الحكم ابن الناصر لدين الله عبد الرحمن رحمهما الله فقرر ذلك الفتى أن ينهل من علوم المسلمين ليستفيد منها وقد تعلم هذا الفتى العلوم ومنها الرياضيات وتعلم شيء مهم وبهذا الشيء تغير تاريخ الأوربيين فقد تعلم هذا الفتى الأرقام العربية وبعد عدة سنين عاد هذا الرجل لبلاده الأصلية وهي إيطاليا وهناك بعدما قضى سنين عمره في التعلم تم ترشيح هذا الرجل لأعلى منصب لدى النصارى وهو البابا وتم تلقيبه ب سلفستر الثاني وعندما تم تنصيبه لهذا المنصب بدأ رحلته الصعبه لتعليمهم الأرقام العربية وبعد محن ومصاعب تم اعماد الأرقام العربية لدى النصارى .

أخواني هذه نقطة من سيل أفضال العرب المسلمين على الغرب الذي انبهر منه بعض شبابنا وللأسف بأن هؤلاء الشباب لا يقلدون الغرب في تقدمهم أو علمهم بل يقلدونهم في سخافاتهم فتجد الشاب المسلم يتقلد بسنوب دووج أو بوب مارلي أو أي مصيبة من مصائب الغرب.
إن العرب المسلمين وأقصد بهم السابقون والسباقون في مجال العلم قد كانوا يتلقون العلم في كل لحظات حياتهم في المسجد أو في السوق أو في المدارس والجامعات.
إمام أهل السنة والجماعة الإمام العظيم أحمد ابن محمد بن حنبل الشيباني رحمة الله عليه كان فقيراً جداً ولكنه من أجل أن يتعلم ذهب ماشياً من العراق لليمن من أجل سماع الحديث النبوي على عبد الرزاق ابن همام رحمهم الله وكان يسافر من بلد إلى أخر من أجل أن يتعلم إلى أن جعله الله تعالى منارة للعلم فصار الطالب يسعى من الأندلس من اجل أن يتعلم على يد الإمام أحمد رحمه الله , وفي أحد الأيام شاهد رجل الإمام أحمد وفي يده المحبره وورقه يمشي وهو مرهق فقال الرجل للإمام احمد يا شيخ إلى متى وأنت مع محبرتك تتنقل من مكان إلى مكان أخر.

فقال الإمام أحمد: مع المحبرة إلى المقبرة رضي الله عنه.

ولديكم من الأمثال الكثير الكثير في تاريخنا المجيد وأنا هنا لست لكي أبكي على تاريخنا ولكني أتمنى من هذا التاريخ المجيد ان تعاد أمجاده على يد الشاب المسلم الحقيقي لا العلماني ولا الليبرالي ولا الشيوعي ولا غيرهم من الشباب الذي تعلق بأذيال الغرب.

إقرأ التاريخ اذ فيه العبر .... قد ظل قوم ليس يدرون الخبر

هل تعرفون القيصر فرينداد الثاني هذا القيصر كان حاكم صقلية وجنوب ايطاليا وشمال افريقيا إن هذا القيصر قد طرد من الكنيسة أي أن البابا قد طرده من رحمة ربه وكأنها في يده والسبب تعلق هذا القيصر بالعرب وبعلم العرب خاصة فببذل الغالي والرخيص في سبيل نقل علم العرب إلى بلاده وبالفعل تطورة بلاده وازدهرت بفضل العرب حتى أن أغلب المناصب الإدارية و الوزارية كانت من نصيب العرب لا لشيء إلا لأنهم كانوا متقدمين بالعلم والعمل عن الدول الأوربية.

في الزمن التي كانت مدينة لندن عبارة عن بيوت من قش أو أكواخ من خشب تم بنائها على ضفاف الأنهار كانت شوارع مسلمين الأندلس مضاءة بالأنوار .
هنا يمكنني أن أطرح تساؤلات عدة وهي:

ما الذي حققناه أو حققه الجيل السابق لنا عندما كانت فترة اتباع القوميات والعصبيات القومية من تقدم؟ ما الذي تحققه الليبرالية غير المزيد من المفاسد والإنحلال؟
لماذا نترك المنهج الرباني من أجل قوانين وضعية
اليس خالقنا أعلم باحوالنا؟
وشكراً لكم....