قصة نجاح وانجاز 75 عاما علي اكتشاف البترول في السعودية

قصة انجاز ونجاح:
75 عاما علي اكتشاف البترول في السعودية


للنفط واكتشافه في المملكة العربية السعودية قصة شيقة تدل علي قوة العزيمة التي كان يتمتع بها موحد هذا الكيان جلالة الملك عبدالعزيز والإصرار علي النجاح وعدم الاستسلام للفشل.
فقد بدأت القصة يوم 4 صفر 1352 الموافق 29 مايو 1933 حين وقع الملك عبد العزيز اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا سوكال بعد أن أنعش اكتشاف النفط في البحرين المجاورة الآمال بوجود مخزونات من الذهب الأسود في الاراضي السعودية وأعقب التوقيع توافد الجيولوجيون الأوئل في 23 سبتمبر 1933 رحالهم والنزول عند ( قرية ) الجبيل الساحلية التي تبعد نحو 105 كيلومترات شمال مدينة الدمام وما أن التقطوا أنفاسهم حتي امتطوا الإبل والسيارة في يوم وصولهم نفسه لكي يلقوا نظرة علي جبل البري الذي يقع علي بعد 11 كيلومترا جنوب الجبيل بعدها بأسبوع قاموا بالتوغل جنوبا وإجراء فحص جيولوجي لتلال جبل الظهران لتتواصل بعدها عمليات الفحص والبحث والتنقيب التي لم تحقق أي نجاح ذي قيمة لمدة سنتين.
وفي 30 أبريل 1935 تقرر بدء العمل في حفر بئر الدمام رقم ( 1 ) وبعد سبعة أشهر من التأرجح بين الأمل واليأس والاخفاق والنجاح أنتجت البئر دفعة قوية من الغاز وبعض بشائر الزيت وذلك حينما وصل عمق الحفر إلي قرابة سبعمائة متر ولكن أجبر عطل في المعدات طاقم الحفر علي إيقاف تدفق البئر وتم سده بالإسمنت. وكانت بئر الدمام رقم ( 2 ) أفضل حالا. وقد بدأ العمل في حفرها في الوقت الذي أغلقت فيه البئر الأولي أي في 8 فبراير 1936. وما أن جاء يوم 11 مايو من نفس العام حتي كان فريق الحفر قد وصل إلي عمق 633 مترا ، وحينما اختبرت البئر في شهر يونيو 1936، تدفق الزيت منها بمعدل 335 برميلا في اليوم ، وبعد انقضاء أسبوع علي ذلك الاختبار ، وإثر المعالجة بالحامض ، بلغ إنتاج الزيت المتدفق من البئر 3840 برميلا يوميا. شجع ذلك علي حفر آبار الدمام 3 و4 و5 و 6 ، دون انتظار التأكد من أن الإنتاج سيكون بكميات تجارية أو التعرف علي حجم الحقل المكتشف. ثم صدر قرار في شهر يوليو بإعداد بئر الدمام رقم ( 7 ) لتكون بئر اختبار عميقة. وكانت زيادة حجم العمل تعني المزيد من الرجال والعتاد والمواد ، وأصبح موقع العمل غير قادر علي استيعاب الزيادة في عدد العاملين.
ومع نهاية عام 1936، ارتفع عدد العاملين من السعوديين إلي 1076 عاملا بالإضافة إلي 62 عاملا من غير السعوديين. وكان يفترض أن تسير الأمور بشكل طبيعي ، لكن حدث في ذلك الوقت ما لم يكن متوقعا ، فقد أخفقت بئر الدمام رقم ( 1 ) بعد أن جري حفرها إلي عمق يزيد علي 975 مترا. أما بئر الدمام رقم ( 2 ) فقد تبين أنها ' رطبة ' بمعني أنها تنتج الماء بشكل رئيس ، إذ كان إنتاجها منه يزيد بمقدار ثماني أو تسع مرات علي حجم إنتاجها من الزيت. ولم يزد إنتاج بئر الدمام ( 3 ) علي 100 برميل من النفط الثقيل يوميا ، مع وجود الماء في هذا الإنتاج بنسبة 15 بالمئة. وبالنسبة لبئري الدمام رقمي ( 4 ) و ( 5 ) فقد اتضح أنهما جافتان ، أي غير قادرتين علي إنتاج أي سوائل. وكذلك كان الحال مع البئر رقم ( 6 ).
في السابع من ديسمبر 1936 بدأ اختصاصي و حفر الآبار الاستكشافية في حفر بئر الاختبار العميقة رقم ( 7 ). وإذا كانت الآبار الأخري مخيبة للأمال ، فإن البئر رقم ( 7 ) لم تكن خالية من ذلك في البداية. فقد حدث تأخير في عملية الحفر ، كما كانت هناك بعض المعوقات ، حيث انحشر أنبوب الحفر ، وحدث كسر في جنزير الرحي ، وسقطت مثاقيب الحفر في قاع البئر المحفورة ، وكان لا بد من التقاطها. كما حدث انهيار لجدران البئر. ورغم وصول جهاز الحفر الرحوي الذي يعمل بقوة البخار إلي طبقة البحرين الجيولوجية فقد ظلت النتيجة واحدة وهي أنه : لا يوجد نفط ! بعد ذلك بعشرة أشهر، وبالتحديد في 16 أكتوبر 1937، وعند عمق 1097 مترا ، شاهد الحفارون البشارة الأولي : 5.7 لترات من الزيت في طين الحفر المخفف العائد من البئر، مع بعض الغاز. وفي آخر يوم في عام 1937 ، حدث أن أخفقت معدات التحكم في السيطرة علي البئر ، وكان أن ثارت البئر قاذفة بما فيها من السوائل والغازات. وبعد الحفر إلي عمق 1382 مترا ، لم يجد فريق الحفر كمية تذكر من الزيت.
لكن سرعان ما تغيرت الأحوال. ففي الأسبوع الأول من مارس 1938، حققت بئر الدمام رقم ( 7 ) الأمل المرجو ، وكان ذلك عند مسافة 1440 مترا تحت سطح الأرض ، أي بزيادة تقل عن 60 مترا عن العمق الذي كان الجيولوجيون يتوقعون وجود النفط عنده ، فقد أنتجت في الرابع من مارس 1938، 1585 برميلا في اليوم ، ثم ارتفع هذا الرقم إلي 3690 برميلا في السابع من مارس ، وسجل إنتاج البئر 2130 برميلا بعد ذلك بتسعة أيام ، ثم 3732 برميلا بعد خمسة أيام أخري ، ثم 3810 براميل في اليوم التالي مباشرة. وواصلت البئر عطاءها علي هذا المنوال مما أكد نجاحها كبئر منتجة. وفي ذلك الوقت ، كان قد تم تعميق بئري الدمام رقم ( 2 ) ورقم ( 4 ) حتي مستوي المنطقة الجيولوجية العربية. ولم تخب هاتان البئران آمال الباحثين عن النفط ، فقد أعطتا نتائج طيبة. وعم الفرح والسرور أرجاء مخيم العمل في الدمام.
وتتويجا لعصر جديد توجه الملك عبد العزيز طيب الله ثراه في ربيع 1939، يصحبه وفد كبير الي الظهران مجتازا صحراء الدهناء ذات الرمال الحمراء حتي وصل إلي مخيم الشركة ، ليجد مدينة من الخيام في مكان الحفل حيث أقيمت مدينة بالقرب من المخيم ، قوامها 350 خيمة لتكون مركزا للاحتفالات التي تضمنت زيارة الآبار. وإقامة الولائم ، واستقبال وفود المهنئين ، والقيام بجولات بحرية في الخليج العربي. وتزامن توقيت زيارة الملك عبدالعزيز مع اكتمال خط الأنابيب الذي امتد من حقل الدمام إلي ميناء رأس تنورة ، بطول 69 كيلومترا ، حيث رست ناقلة النفط التي أدار الملك عبدالعزيز الصمام بيده لتعبئتها بأول شحنة من النفط السعودي. وهكذا، كانت هذه أول شحنة من الزيت الخام تصدرها المملكة علي متن ناقلة في 11 ربيع الأول 1358ه الموافق للأول من مايو ( أيار ) 1939. []

شقاوي يسلمو على هالمعلومه
تقبل مروري

مرسية على المعلومات

اشكرك الف شكر على معلوماتك الرائعه

وتقبل مروري وكل احترامي وتقديري

اخوك // كل النهايات الحزينه